الرزق و علاقته بالأمراض الروحية
تعريف وقف الحال و علاقته بالسحر و المعصية
هو نوع من أنواع السحر الغرض منه صد الإنسان عن العمل ومنعه من السعي للحصول على رزقه، وكراهية العمل، ويجعله يخسر ماله وتجارته، ومنه ما يمنع العملاء من الشراء منه والتعامل معه.
فهذا السحر المقصود منه التضييق على الإنسان في الرزق وهو كما نعلم فتنة من الله تعالى لشياطين الإنس والجن، باعتبار أنهم ينجحوا في صد الخير عن الإنسان ولكنهم مجرد سبب، فمن المعروف أن الله تعالى هو الرزاق، ولا يستطيع أحد أن يمنع الرزق عن أحد؛ فقد قال عز و جل :
وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) يونس (107).
فلا يستطيع أحد أن يمنع الرزق عن أحد، ولكن قد يكون سبباً في تأخر الرزق عنه أو منعه فالمسبب هو الله.
الله له حكمة في توزيع الأرزاق فتارة يبسطه وتارة يضيقه، والبعض يحصل الرزق بعمل حلال، والبعض الآخر يحصله بعمل محرم، أو بعمل مشبوه، فلو حصل رزقه بعمل حلال أو بعمل محرم لأتاه رزقه غير منقوص، والحساب عند الله يوم القيامة كل حسب وسيلة تحصيل الرزق، فمن حصله من حله كان خيرًا له، ومن حصله من حرام كان شرًا عليه، قال تعالى:
فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) [الفجر: 15: 16]،
إذا فالرزق لا يأتي على وتيرة واحدة، فتارة يزيد وتارة ينقص، وعليه فقد جعل الله لزيادة الرزق ونقصانه أسبابًا، فقد يحرم العبد الرزق بالذنب يصيبه فيصير بحاجة للاستغفار لإدرار الرزق، قال تعالى:
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود: 52]
ولكن قد يقدر الله تعطيل رزق شخص ما، فيكون السحر او الحسد سبب في تعطيل الرزق، لقوله تعالى: وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)
ولا يستطيع أحد منع الرزق عن أحد وإلا فلو منع الرزق عن مخلوق ما ،لمات من حينه .
فالأنفاس رزق والحياة رزق، والذكاء رزق والعلم رزق، ولكن هذا النوع من السحر او الحسد على مستوى هذه النعم يكون سببًا في وقوع قدر الله بضيق رزق فلان وليس منعه، فلنتنبه إلى هذا المعنى الدقيق، لإدراك هذا الفارق الجوهري.
يشكو كثير من الناس من ضيق أرزاقهم وقلة دخلهم، وربما إفلاسهم فجأة في بعض الأحيان، ويظنون ما يطلق عليه (سحر تعطيل الرزق)، وعلى عكس و ما يصنعه البعض ما يطلق عليه (سحر جلب الرزق)
وهذين النوع من السحر يثيران فتنة لدى معظم الناس، وخطورته تكمن في تأثيره على عقيدة البسطاء.
فمن الثابت أن الرزق بيد الله وحده، ولا أحد يستطيع أن يمنع رزق أحد أو يجلب له رزق لم يكتبه الله له، قال تعالى:
وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [النحل: 71]
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17]،
قال تعالى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) [الملك}
كيف يتم سحر وقف الحال أو صد الرزق ؟
العوامل المشتركة بين الأعمال الشيطانية التي سببها السحر و التربية الالاهية:
يقوم الساحر بتسليط الشياطين علي المسحور بالصد أو وقف الحال فيذهبون إلي بيته وعمله؛ فيوهمون العملاء أوكل من يذهب للشراء منه بفساد السلع، وقد لا يري المشتري المتجر الذي يريد الشراء منه أو البضاعة التي في هذا المتجر وكذلك يقوم هؤلاء الشياطين المكلفين بسحر وقف الحال بالعبث بالسلع ويفسدونها، ومنهم من يقوم بسرقة الأموال والسلع من المحلات التجارية أو يقوم بإخفائها.
أشكال سحر وقف الحال
1 - سحر التخييل
يقصد بهذا السحر العميل ( المشتري ) هو الذي يتأثر به؛ فيتخيل المشتري فساد البضاعة أو لا يرى المستحقيات التي يريد شرائها في هذا المكان كما قول الله تعالى :
فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ) طه (66)
2 - سحر تعطيل الزواج
يصرف الشاب أو الفتاة عن الزواج ولا يحب أن يكلمه أحد في الزواج حتي لا يسعي إلي اكتساب الرزق ولا يكون له هدفاً في الحياة.
3- سحر السرقة
تكرار اختفاء الأموال والبضاعة في المحلات التجارية و إتلافها أو من البيت، وعدم معرفة طريق الأموال والسلع المختفية.
أسباب سحر تعطيل العمل والرزق
الحسد
يؤدي الحسد بالإنسان فيقتله وهو وارد في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلي الله عليه وسلم، قال تعالي : (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ) القلم (51) وقوله تعالي : (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق (5).
والحاسد يتمني زوال النعمة ، وكذلك فإن العين حق، وإن كان العائن لا يتمني زوال النعمة ولكنه قد يقتل بعينه أو قد يهلك مال وحرث المعيون ( المحسود )؛ عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر ) رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي بإسناد حسن، (مسند الشهاب للقضاعي) 1057 , انظر صحيح الجامع: 4144 , الصحيحة: 1249.
لذلك وجب علي كل مسلم أنه حينما يري شيئاً ويعجبه أن يدعو له بالبركة حتي لا يحسده فيهلكه؛ عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه، فليدع بالبركة، فإن العين حق ) . رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه الألباني.
الكراهية
كره الشخص لشخص يدفعه إلي الذهاب للسحرة للانتقام منه فيسحره بالفشل أو بوقف الحال.
الخيانة :
الخيانة قد تكون من شركاء العمل أو من شركاء البيت، فينزع الله تعالي البركة، وهنا تكون الأحداث مسرح للشياطين يعيثون في المال الفساد فيهلكونه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
( إذا كانت في البيت خيانة ذهبت منه البركة ) رواه الخرائطي في (مكارم الأخلاق) ( 155 ) .
وعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : ( أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خان خرجت من بينهما)، زاد رزين فيه : ( وجاء الشيطان ) " رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد والدار قطني ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يد الله على الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإذا خان أحدهما صاحبه رفعها عنهما ) وضعفه الألباني.
المعاصي والذُّنوب
فقَد يُحرَمُ العبدُ من الرِزق بذنبٍ يأتيهِ أو معصِيةً يستَهينُ بِها ويفتح باباً للشيطان ليستحوذ عليه وعلي ماله، فعن ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّهُ قال: ( إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه ) رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، ( 3 / 289 ) وإسناده صحيح.
الزِّنا
الزنا فاحشة كبيرة نهي الله تعالي عنه فهي تدمر المجتمعات وتحلها، وتسبب الفقر؛ فعَن عبد الله عمر رضِيَ اللهُ عنهُ عن رَسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ أنَّه قال: ( الزِّنا يورِثُ الفقرَ ) رواه السفاريني الحلبي، في شرح كتاب الشهاب، ( 58 ) وإسناده حسن.
قطع الرحم
فصلة الرحم مجلبة للرزق وزيادة في البركة ؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه.
وبالتالي فإن قطيعة الرحم نزع للبركة من المال والعمر.
كل هذه أسباب مساعدة لتدخل الشياطين وتنفيذ سحر وقف الحال، فالشيطان لا يستطيع الاستمرار في صد الإنسان عن رزقه إلا إذا كان عنده تقصير في الطاعات أو قطيعة رحم ... أو غيرها من الأسباب التي سبق ذكرها.
أعراض سحر وقف الحال وتعطيل الرزق
تتعدد أعراض سحر وقف الحال لأن الشياطين يحاولون تدمير الجانب الجسمي والنفسي عند الإنسان حتي لا يكون قادرًا على العمل، و تطوير الذات قبل كل شيءٍ.
أعراض سحر وقف الحال
1 – يشعر المسحور بسحر وقف الحال بالكسل والخمول الشديد يصاحبه الإرهاق الشديد.
2 – ينام المسحور بسحر وقف الحال لفترات كبيرة وخاصة أنه ينام نوماً عميقاً بعد صلاة الفجر، وقبل الذهاب إلي العمل.
3 - يتكرر حدوث مشكلات متعددة للمسحور بوقف الحال في العمل، مع الزبائن، أو العمال أو المسؤولين في العمل.
4 - ضياع المال بصورة زائدة بالرغم من تأمين وضعها في الخزائن وإحكام غلقها.
5 - اختفاء الكثير من السلع من المحلات التجارية.
6 – فساد البضاعة بسرعة وقبل مواعيد انتهاء صلاحيتها.
7 – موت الطيور والحيوانات بصورة كبيرة، إن كان يتاجر فيها المسحور.
8 - عدم السعي في البحث عن عمل، والرضا بالبطالة.
9 – يصاب المسحور بوقف الحال بعدم القدرة علي انجاز الأعمال.
10 – يميل المسحور بوقف الحال إلي عدم الرغبة في التطور والإبداع، وتغيير الأخطاء واستحداث الآلات والنظم التي يتعامل بها.
11 - انقباض الصدر عند الذهاب للعمل وضيق شديد في النفس.
12 – الميل للعزلة والانقطاع عن الأهل والأحباب.
13 - عدم القبول في أي عمل، بالرغم من توافر شروط العمل.
14 - كراهية العمل، وعدم الذهاب إلي العمل .
15 - الميل للنوم في العمل، والخمول الشديد أثناء العمل.
16 – عدم توافد العملاء إلي محل المسحور بسحر وقف الحال أو دكانه، رغم توافر السلع وتوافر شروط سلامتها، فينفر المتعاملون معه من الشراء أو أنهم ينهون تعاملاتهم معه فجأة وبدون سبب.
17 - يعاني المسحور بسحر وقف الحال بالكثير من المشاكل الصحية والأمراض العضوية التي تظهر عنده فجأة.
18 - وضع المشكلات والعراقيل المتعددة أمامه من زملاء العمل أو مديريه وبدون سبب.
أعراض سحر تعطيل العمل والرزق في المنام
1 - رؤية المسحور نفسه في الخلاء ( الحمام ) ولا يستطيع قضاء حاجته.
2 - رؤية المسحور نفسه يصلي وأشخاص يقطعون صلاته سواء كانوا صغاراً أو كباراً.
3 - رؤية المسحور نفسه يتأخر عن الصلاة أو يصلي بعد الجماعة.
4 - رؤية المسحور نفسه يبحث عن بيته ولا يجده.
5 - رؤية المسحور نفسه تضيع منه ملابسه أو حذاءه ولا يجدهم.
6 - رؤية المسحور أن شخصاً ما يمنعه من المشي في الطريق.
7 - رؤية المسحور في المنام أنه لا يستطيع طلوع السلم، أو المصعد بسبب تعطل أو تهدم فيه، أو سد السلم بحائط أو غيره.