حكم تشخيص الرقاة للرقية ومَن هو الراقي المتمكن
أحوال الناس مع الرقية ومَن هو الراقي المتمكن
يشكو الكثير من المُصابين بالأمراض الرّوحية أو أهالي المُصابين من كثرة ذهابهم إلى العديد من الرّقاة ولا يتم شفائهم ممّا يعانونه من العين والسّحر والمسّ الشّيطاني ولا جدوى من علاجهم والسّبب يعود ذلك لِأمرين اثنين لا ثالث لهما إلاّ إذا أراد الله - سبحانه وتعالى - بحكمته أن يؤخّر الشّفاء لِعبده حتّى وإن توّفرت جميع أسباب الشّفاء .
ذهاب النّاس إلى رقاة غير متمكّنين وليست لهم أدنى خبرة في التّشخيص والعلاج للأمراض الرّوحية أو ذهابهم إلى رقاة متسترين بالرّقية وهم مشعوذين ودجاجلة نصّابين أو ذهابهم إلى رقاة يرقون بالرّقية الجماعية أو ذهابهم إلى رقاة يرقون في وقت قصير جِدًّا أو ذهابهم إلى رقاة همّهم الوحيد هو بيع العسل والخلطات والزّيوت والأعشاب مع طلبهم للمرضى برقية أنفسهم .
عدم مُتابعة المُصابين لِجلسات الرّقية عند رقاة شرعيين متمكّنين أو عدم استخدام المُصابين للعلاجات المُعطاة لهم من طرف الرّقاة أو عدم مُتابعة المُصابين لِنصائح رقاتهم أو عدم التزام المُصابين بالطّاعات على وجه العموم وبالصّلوات وقراءة القرآن والأذكار الشّرعية على وجه الخصوص بل تجدهم مُنكبين على المعاصي والبِدع والشِّركيات أو خلط في العلاج ما بين ماهو شرعي وماهو غير شرعي أي الذّهاب إلى الرّقاة والسّحرة والمشعوذين في نفس الوقت .
للخروج من هذا الإشكال على المصابين أو أهاليهم أن يذهبوا إلى الرّقاة المتمكّنين وأن يلتزموا بمتابعة الجلسات العلاجية وأن يحصنوا أنفسهم بالتّحصينات الشّرعية وأن يتقرّبوا بالله تعالى بالطّاعات وأن يبتعدوا عن الشّركيات والبدع والمعاصي وأن يعتقدوا بالشّفاء من الله سبحانه وتعالى .
غالبية النّاس يقولون لم نجد الرّاقي المتمكّن أو أصلا لا نعرف مَن هو الرّاقي المتمكّن وللإجابة عن هذا لا بُدّ أن نعرف أولا ما معنى التّمكّن :
" التّمكّن لغة " : تمكَّن في الشَّيء/ تمكَّن الشَّخصُ من الأمر: استمكن منه، أصبح ذا قُدرة عليه أو ظفِر به .
" التّمكّن في الرّقية " : تمكّن الرّاقي في رقيته أي تمكّن في أمرها واستمكن منها وأصبح صاحب قدرة في فهمها نظريا وتطبيقيا .
إذن مَنْ هو الرّاقي المتمكّن
الرّاقي المتمكّن هو الشّخص الذي يقوم برقية النّاس من أمراضهم الرّوحية وله الخبرة والدِّراية في أمور الرّقية الشّرعية وعلومها تشخيصا وعلاجا وكيفية التّعامل مع الحالات المرضية المُصابة بالعين والسّحر والمسّ الشّيطاني سواء كان ذلك مع المرضى أنفسهم أو أهاليهم أو مع العوارض من الجنّ المتلبسين في أجسادهم مع الإلمام ببعض الأمور الطّبية وخاصة منها الأمراض النّفسية والعقلية .