تسلط الشيطان بالضرر على الدين وعلى البدن
تسلط الشيطان بالضرر على الدين والبدن
يتسلط الشّيطان بالضّرر على دين العبد غير تسلطه على بدنه فالأول يعصم المرء منه على قدر إيمانه وعمله الصّالح وأمّا الأنبياء فلا سبيل له إليهم وأمّا الثّاني فقد يبتلى به العباد مهما كانت درجاتهم إيمانهم وأعمالهم الصّالحة حتى الأنبياء منهم فلا يُسلموا منه قال الله تعالى : ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ) وقد وقع السّحر كذلك على النّبي صلّى الله عليه وسلّم عليه من لبيد بن الأعصم من اليهود سحر النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى يخيل إليه أنه فعل الشيء في بيته وهو لم يفعله لكنه لم يؤثر على عقله ولا على رسالته-عليه الصلاة والسلام- إنما أثر شيئًا يسيرًا فيما يتعلق في بيته، وأهله، ونحو ذلك من الأمور وقد نصّ أهل العلم على الفرق بين النّوعين في شرح الحديث المتفق عليه: قال الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم : ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: اللهم جنّبني الشيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتني. فإن كان بينهما ولد لم يضره الشّيطان، ولم يسلط عليه ) .
إذن فالضّرر النّاتج من تسلط الشّيطان على دين العبد يكون على حسب إيمانه وأعماله التي يقوم بها فكلّما زاد إيمانه وزادت أعماله الصّالحة ابتعد عنه الشّيطان والعكس صحيح وأمّا الضّرر النّاتج من تسلط الشّيطان على البدن فيكون بالأمراض وغيرها من الأمور المادية وهذا النّوع من التّسلط يكون نصيب منه حتى على الأنبياء والصّالحين كما وقع لنبينا أيوب عليه السّلام من مسّ الشّيطان على بدنه وعلى أمواله وأولاده وكما وقع لِنبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في سحره من السّاحر الملعون لبيد بن الأعصم اليهودي وهذا النّوع الأخير من التّسلط لا يمسّ الأنبياء والرّسل في دعوتهم ورسالتهم إلى النّاس فإنّهم معصومون من ذلك .
والخلاصة أن تسلط الشيطان بالضرر على دين العبد، غير تسلطه على بدنه، فالأول يعصم المرء منه على قدر إيمانه، وعمله الصالح، وأما الثاني فقد يبتلى به الأنبياء فمن دونهم. وقد نص أهل العلم على الفرق بين النوعين في شرح الحديث المتفق عليه: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني.