رقية قوية لجلب الثراء والمال

الرقية الشرعية فن و إرشاد ولست وسيلة للمال و الثراء


الرقية الشرعية فن و إرشاد ولست وسيلة للمال و الثراء

الرقية الشرعية وسيلة للمال و الثراء

ان اجمل ما في هذا الدين .انه دين دعوة و ارشاد في كل المجالات .فطبيعته المرنة .و خصائصه الشاملة .و قوته الذاتية .جعلته يتألق في كل فن من فنون الحياة .و يتعايش مع كل ظاهرة من ظواهرها المختلفة ليؤثر فيها .و ليضفي عليها من جلاله المهيب و جماله الباهر..فثبات مبائه .

و تنوع وسائله .و نبل أهدافه يتطلب من الدعاة باسمه ان يرتقوا إلى مستوى الاحداث و ان تسموا نفوسهم فوق الأهواء و الشهوات .و ان تكون المبادىء أقوى من كل الميول و المغريات .


و انه من المحزن جدا ان تتحول الوسائل إلى أهداف و غايات .و الاهداف إلى وسائل .فتذوب روائع هذا الدين و تتلاشى في حطام الدنيا .و متاعها الزائل .على ايدي التافهين .الذين امتطوا صهوته .ليشتروا به ثمنا قليلا .و ينالوا باسمه أمجادا .و مآثر دنياوية ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) الكهف ١٠٤

كان الأمل يغمر شغاف قلبي و انا أطالع انباء الراقين .و المعالجين بالقرآن الكريم ولكثرتهم و ذيوع اخبارهم اصبح الناس يعرفون نوعا جديدا من الاستشفاء الروحي .

فيقصدونهم بكل ثقة واطمئنان املا في الشفاء ..و لأنهم كانوا بالامس القريب لا يجدون أمامهم إلا الكهان و المشعوذين .فيستنجدون بهم لإبراء مرضاهم .فلا يسقونهم إلا مؤوسا من الآلام و القلق و الاحزان .فيتجرعونها بالعشي و الاصباح .

فكانت الرقية الشرعية بديلا حسنا .بل احسن من الحسن ..و كنني حينما أرسلت بصري في جموع هؤلاء الراقين .و تفحصت أحوالهم .لم استرجعه إلا خاسئا و هو حسير .فلاحظت في الكثير منهم ما يوجع القلب و يجرح النفس .و يترك في أعماقها شروخا من الأسى و الحسرة .تتلوها حسرات .


لقد اتخذ بعض هؤلاء المعالجين الرقية مهنة يبتر بها أموال المرضى و المعوزين .و يفرغ جيوب المهمومين .الذين ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت .بل منهم من يشترط أجورا عالية تفوق أجور الأطباء المختصين .

و لا بد ان يكون الدفع مسبقا .قبل بدء عملية الاستشفاء .و لا تقبل منهم معذرة و لا هم يستعتبون ..و يستدلون بالحديث النبوي الصحيح .المروي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ..حديث مشهور .

فالحديث دليل على جواز أخذ الأجرة على الرقية .و هذا مما لا خلاف فيه .و اما اشتراط اخذ أجرة معينة .و قبل ان يتمثل المريض للشفاء .فهذا لا دلالة عليه في الحديث .

و إنما كانت فيه معاملة بالمثل .حيث ان هذا الحي من العرب ابوا ان يضيفوهم .فمن اجل ذلك رفض ابو سعيد ان يرقي لهم إلا بجعل كما انهم شرطوا على ابي سعيد ان يتم الشفاء .و فعلا لم يعطوه شيئا من قطعان الغنم إلا بعد ان شفي مريضهم .و قام سليما معافى .كأنه نشط من عقال .ورواية البخاري تبين ذلك و فيها .


و منهم من لا يتورع عن الشبهات .و التي تدفعه شيئا فشيئا إلى ارتكاب الحرام . كالراعي يرعى حول الحمى .بوشك ان يقع فيه .ألا و ان لكل ملك حمى. ألا و ان حمى الله محارمه ..و من ذلك علاج النساء الكاسيات العاريات .و الإختلاء بالمرأة وحدها من غير وجود محرم من محارمها .


..و قد لاحظت ان أكثر الذين يتولون جلسات الرقية بضاعتهم في فقه .و علوم القرآن و السنة مزجاة و درايتهم بمبادئ الطب .و الاسعافات الأولية تكاد تكون منعدمة البتة مما سبب الكثير من الحوادث المؤلمة .راح ضحيتها بعض المرضى .الذين لا ذنب لهم إلا انهم جاءوا يلتمسون الشفاء .بل منهم من قضى نحبه بسبب جهل الراقين ..
..و هذا و لا ننكر ان من المعالجين .من كانوا بحق أسوة حسنة يقتدي بهم في الاخلاق .و المعاملة و الفقه في الدين .حيث جعلوا شعارهم ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا ) فاتخذوا الرقية فنا نبيلا .

و منبرا لهداية الناس .و إرشادهم إلى معالم الدين الحنيف .و مبادئه السمحة .و مسائل الحلال و الحرام ..فكانوا يتسللون إلى قلوب المرضى بأرواحهم الطاهرة .المتشبعة بروائع الدين و آدابه الجمة .و جمالياته الساحرة .فكان المريض يخرج من عندهم معاهدا الله على دوام الذكر .و قراءة القرآن .و اجتناب المنكرات . و التنافس في فعل الخيرات إلى ان يأتيه اليقين ..و خاصة إذا انعم الله عليه بالشفاء على ايديهم .و بفضل القرآن الكريم .و الذكر الحكيم .و مع هذا فلا مانع في ان يكافئ المريض المعالج .اذا انعم الله عليه بالشفاء على ايديهم .

ما استطاع إلى ذلك سبيلا .من مال او متاع في حدود طاقته ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) و اذا كان فقيرا .فليدع له بما فتح الله عليه في ظهر الغيب من الدعوات و بهذا تكتمل سنن الحياة .و تقوى اواصر المحبة و الرحمة و ينعم الجميع بالحياة و العافية تحت مظلة هذا الدين الحنيف .الذي وسع كل الناس ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) الزخرف ٣٢ .ولنجعل شعارنا ( قل هذه سبيلى ادعوا إلى الله على بصيرة انا و من اتبعني و سبحان الله و ما انأ من المشركين ) يوسف ١٠٨ 
تعليقات