أحوال الناس عند السحرة والجن
ما هى أحوال الناس عند السحرة وشياطين الجن؟
ساحر كبير من السّحرة أُمْسِكَ به في إحدى الدّول واعترف عند التّحقيق معه بأشياء عن السّحر فقال : وأنا أشتغل بالسّحر وجدت أنّ النّاس ثلاثة أصناف فالصّنف الأول من النّاس أسحرهم بكلّ سهولة والصّنف الثّاني منهم أتعب معهم وأجد أحيانا الصّعوبة في سِحرهم حتى اُكرّر عليهم السّحر وربّما لم أفلح في ذلك والصّنف الثّالث من النّاس أجد صعوبة شديدة فلا أستطيع أن أسحرهم ومهما كرّرت وكرّرت من عمل السّحر لهم فلا يكون السّحر عليهم ولا أقدر إطلاقا للوصول إليهم .
أحوال الناس عند السحرة وشياطين الجن الصنف الاول
فقال عن الصّنف الأول مِن النّاس : أسحرهم بكلّ سهولة فأُرسِل لَهُمْ حتى ضِعاف الشّياطين من الجنّ فيذهبون إليهم ويرونهم ويجدونهم بسرعة أينما كانوا فتأمّلت هذا الصّنف من النّاس فوجدتهم مُهمِلين للصّلاة إمّا أنّهم تاركوها بالكلّية أي لا يُصلون أبدًا وإمّا أنّهم يُصلون أيّاما ويتركونها أيّاما أخرى ووجدتهم كذلك هاجرين للقرآن فلا يقرؤونها ولا حتى يسمعون له ووجدته كذلك لا يقرأون الأذكار الشّرعية ولا يعملون التّحصينات ووجدتهم كذلك مُنكبّين على الشّهوات والمعاصي وتجدهم أكثرهم غارقين في الشّرك بالله والعياذ بالله .
أحوال الناس عند السحرة وشياطين الجن الصنف الثانى
وقال عن الصّنف الثّاني مِن النّاس : لا أستطيع سحرهم بكلّ سهولة فتجدني أتعب معهم ففي بعض الأحيان أستطيع أن أسحرهم وفي بعض الأحيان لا أستطيع وهؤلاء لِكَي أسحرهم أُرسِل لهم مَن أقوى الشّياطين من الجنّ العادي وهُم المردة منهم فتأمّلت هذا الصّنف من النّاس فوجدتهم لا يُحافظون على صلواتهم في المساجد ولا يُحافظون على أوقاتها ووجدتهم كذلك لا يكثرون من قراءتهم للقرآن فأحيانا يقرؤونه وأحيانا يتركونه ووجدتهم يذكرون الله تعالى ويأتون بالتحصينات أحيانا وأحيانا أخرى يُهملون ذلك وتجدهم في بعض الأوقات يأتون بالمعاصي والمُنكرات ويأتون الشّرك ولكنّهم لا يكثرون منه أو أنّهم يشركون الشّرك الأصغر فعندما تذهب إليهم الشّياطين المردة تراهم وعند الاقتراب منهم يختفون عن أنظارهم وأحيانا لا يختفون عن أنظارهم .
أحوال الناس عند السحرة وشياطين الجن الصنف الثالث
وقال عن الصّنف الثّالث من النّاس : هُم الذّين لا أستطيع أن أسحرهم إطلاقا بالرّغم مِن المُحاولات الكثيرة والتّكرار لِعمل الأسحار لَهُم وتجدني أُرسل لهم مِن الشّياطين مَنْ أكثر من المردة وهُم العفاريت فيذهبون ويطوفون في الأرض فلا يرونهم أبدا ولا يجدونهم مهما بحثوا عنهم فتأمّلت هذا الصّنف من النّاس فوجدتهم يُحافظون على صلواتهم في أوقاتها وفي المساجد ويكثرون من قراءتهم للقرآن والأذكار الشّرعية ويعملون التّحصينات ولا يأتون البدع والمعاصي والمنكرات إلاّ صغائر الذّنوب وربّما كان ذلك على مدّة طويلة وكذلك تجدهم موحدّين الله تعالى ولا يشركون به شيئًا لأنّ الشّرك ظلمٌ عظيمٌ فهؤلاء مُهتدون من الله تعالى وهؤلاء لهم الأمن
قال الله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم 82 : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) وقال الله عزّ وجلّ فيهم أيضا في سورة النّحل الآية رقم 128 : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) وقال أيضا في سورة الحجّ الآية 38 : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ).
ربّما يسأل أَحَدُنَا أَلَمْ يقل الله تعالى في كتابه من الآية 102 من سورة البقرة : ( ... وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ... ) فلا يقع ضرر السّحر إلاّ بإذن الله تعالى كما وقع للرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – وهو المعصوم فالجواب يا إخواني هو أنّ هذا الضّرر الذي يقع من السّحر ليس بأمر الله تعالى لأنّ الله سبحانه وتعالى لا يأمر بالفحشاء والمُنكر ويقضي على الخلق بها والمعنى ( إلاّ بإذن الله ) كما قال أهل العلم بإرادته وقضائه وحرف الجرّ مِنْ زائدة والمعنى في غير القرآن وماهُم بضارّين به أحدًا إلاّ بإذن الله وقال الزّجاج : إلاّ بإذن الله إلاّ بعلم الله .
إنّ الله سبحانه وتعالى هو المُسبب للأسباب وعلى العبد أن يتخذ أسباب الوقاية والحفظ وإذا كان غير هذا فلماذا قال الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – في الحديث المُتفق على صِحته : ( مَنْ قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومُحِيت عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشّيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله )
وكذلك إذا قال هذا الذّكر مساءً كان له مثل ذلك وكان في حرز من الشّيطان ليلته حتى يصبح وكذلك قال النّبي ﷺ: من نزل منزلًا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك أخرجه مسلم في صحيحه وقال أيضا عليه الصّلاة والسّلام : ( أنّ من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات في المساء لم يضره شيء حتى يصبح، ومن قالها ثلاث مرات في الصباح لم يضره شيء حتى يمسي ) .أحوال الناس عند السحرة وشياطين الجن