أثر الشّرك والبدع والمعاصي على تأخر الشّفاء بالرقية الشرعية

أثر الشّرك والبدع والمعاصي وأمور أخرى على تأخر الشّفاء

 

أثر الشّرك والبدع والمعاصي على تأخر الشّفاء بالرقية الشرعية


أثر الشّرك والبدع والمعاصي بالرقية الشرعية

  • الشّرك بالله تعالى والإتيان بالبدع والمعاصي وأمور أخرى لهم أثر كبير على تأخر الشّفاء لأنّ العوارض الشّيطانية من العين والحسد والسّحر والمسّ الشّيطاني والتّابعة والتّسلط من القرين تتقوّى بسببها ويكسب الإنسان في روحه ونفسيته وجسده طاقات سلبية وظلام بسواد تتحصّن به هذه العوارض .


فالمريض الرّوحي إذا عمِل الشّرك يذهب إيمانه ولا يرجع إلاّ بتجديد التّوحيد والنّطق بالشّهادتين وكذلك إذا عمِل البدع والمعاصي يضعف وينقص إيمانه وربّما خرج منه ولا يقوى ولا يزيد إلاّ بالتّوبة والاقلاع عنهما والإكثار من الطّاعات وفي هذه الحالة يجب عليه أن يُحافظ على توحيده لله سبحانه وتعالى وطاعته له لكي يكسب طاقات إيجابية ونور ببياض يُكسِّر حصون هذه العوارض .


الأمور الأخرى التي تكون سببا كذلك في تأخر الشّفاء

   1)- الاعتقاد من المريض في الرّقاة بأنّ بيدهم النّفع والضّر وهذا خطأ عقائدي خطير ينبغي الحذر منه قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 188 : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) بل يكون الاعتقاد فيهم بأنّهم سببا في الشّفاء .


   2)- لجوء المريض إلى الرّقاة أصحاب البدع والضلالات فيعطيهم البعض الطلاسم والحجب أو الأذكار المبتدعة أو يدخلوهم لما يسمونه بالزّردة والحضرة وغيرهما فيزيدون المريض وهناً مع وهنه أو الرّقاة الذّين يزعمون أنّهم يخرجون الجنّ في جلسة واحدة أو يزعمون أنّهم مرعبين للجنّ والجنّ تخشاهم أو يزعمون أنّ مرضاهم يأتيهم الشّفاء بنظرة منهم أو الذّين يستعينون بالجنّ .


    3)- ضعف يقين المريض بالله تعالى والذّي يأخذ القرآن على سبيل التّجربة فهو يجرّب الرّقية الشّرعية ونسوا قول الله تعالى في سورة الإسراء الآية 82 : ( ( وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارَا ) فمَن لم يشفيه القرآن فلا شِفاء له .


   4)- تهاون المريض في الطّاعات أو القيام بها على وجه غير مشروع كأن يكون متهاونا في الصّلاة أو الحجاب ...إلخ فإنّ الطّاعات تقّوي العبد والمعاصي تضعفه والطّاعة تجعل الشّيطان أن ينال من العبد أمراً صعبا عليه وفي نفس الوقت تكون الطّاعات معذبةً له فالعبادة هي الوسيلة للتّقرب إلى الله عز وجل فإن كانت هذه العبادة فاسدة أو باطلة فأنّى يستجيب الله للعبد ويكشف عنه ضرّه ومرضه .


   5)- ارتكاب المريض للبدع والمُحرّمات من الكبائر وغيرها من المعاصي والذّنوب لأنّها تُقَوِّي شوكة الشّيطان وتُهَيِّءُ الجوّ المناسب له ليفعل ما يشاء به وتكون سببا في بقاء حصانته كالتّدخين وتناول الشّمّة مثلا فإنّهما يجعلان الشّيطان المتلبس بالإنسان مُعزّزا ومُكرّما وبالمُقابل تجعل الوازع الدّيني لدى المريض ضعيفا فيقوى عليه فلا يكاد يحرقه ويُعذّبه بشيء من تلاوة القرآن حتى يعطيه الدّواء النّافع لِيستعيد عافيته وقوّته .


   6)- اعتماد المريض على الرّقية الجماعية أو الرّقية من الشيخ المعالج دون أن يكون له برنامج للعلاج في منزله بكثرة تلاوة القرآن الكريم مثلاً أو سماعه وبالأخص الرّقية الشّرعية والإتيان بالأذكار المشروعة والتّحصينات الشّرعية كأذكار الصّباح وأذكار المساء والأذكار الواردة في حياة المُسلم اليومية مع اعتماده إلاّ على جلسات الرّقية عند الرّاقي المعالج وبدون رقية نفسه .


   7)- عدم إخراج الصّور ( ذوات الأرواح ) المعلّقة والتّماثيل والكلاب من البيت لأنّها تمنع دخول الملائكة وتؤدّي إلى مكوث الشّياطين فيها وهذا لا ينفع المريض في العلاج وخصوصا أثناء قراءة سورة البقرة وعمل البرنامج العلاجي .


   8)- عدم الاستمرار المريض عند راقي واحد وكثرة التّنقل بين الرّقاة وقد قيل قديما ( الثّبات نبات ) لأنّ الأمراض والعلل الرّوحية تحتاج الاستمرار في جلسات الرّقية عند راقي واحد بشرط أن يكون هذا الرّاقي متمكنا في علم الرّقية الشّرعية تشخيصا وعلاجا وعارفا في كيفية التّعامل مع الحالات والاستمرار عند راقي واحد تجعل ذلك الرّاقي يفهم أكثر ممّا يُعانيه مريضه وتظهر له ملامح الإصابة في كلّ جلسة هذا من جهة ومن جهة أخرى تجعل الرّاقي يفهم ما تطلبه كلّ جلسة علاجية .


   9)- ذهاب المريض للسّحرة والمشعوذين والمُستعينين بالجنّ واستعمال علاجاتهم في إزالة المرض وهذا لا شك أنّه يسبب تأخر الشّفاء بعد إذن الله حيث إنّهم يستخدمون أعوانهم من الجنّ لتخليص المرضى من أسحارهم والشّياطين الملتبسين بأجسادهم فيزيد عناءهم فربّما يُعطون لهم شرابا فيه طلاسم سحرية وعزائم كفرية فيعتقدون المرضى أنّه صحيح فيظهر خلاف ذلك فينقلب السّحر عليهم ويزيدون ضُعفا وسِحرا وتزداد حالاتهم سوءا وتعقيدا عمّا كانت عليه من قبل أو ربّما كان هناك تحسنّا وقتيا أو ربّما شفوا من مرضهم وهذا يكون بطبيعة الحال قليلا ويكون ابتلاءً من الله تعالى بِمُقابل شِركهم لهم .


   10)- تكلم المريض أمام النّاس واخبارهم بأمر العلاج فهناك من المرضى إذا كان مريضاً فإنّ أغلب أقاربه وجيرانه وزملائه وأصدقائه مَن يزورونه في بيته أو يزورهم هو في بيوتهم أو يلتقي معهم في الشّوارع أو في المقاهي أو في المحلات أو في أماكن العمل أو في المساجد أو في المُناسبات أو في السّفر وغيره من الأماكن يعلمون من كلامه أنّه يتعالج وهذا خطر عليه فلربما تتجدد له الإصابة الرّوحية إن كانت سحرا وكيما قيل ( القاتل يدور حول الجريمة ) روى الطّبراني في الثّلاثة و صحّحه الألباني في السّلسلة الصّحيحة 3/436 (حديث رقم 1453 ) وفي صحيح الجامع برقم943 عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإنّ كل ذي نعمة محسود" .


   11)- التّسويف من المريض في تطبيق البرنامج العلاجي المعطى له من قبل المعالج ويؤجله كله أو بعضه وكذلك في تطبيق البرنامج التّحصيني أو التّسويف في الحضور للجلسات العلاجات بأيّام كثيرة أو شهور وربّما أعوام .


   12)- كثرة التّشخيصات الخاطئة للمريض بسبب كثرة التّنقل بين الرّقاة فهذا يقول سحرا وهذا يقول عينا وهذا يقول حسدا وهذا يقول تابعة أو قرينة وهذا يقول مسّا من الشّيطان وهذا يقول تسلطا من القرين وهذا يقول حالة نفسية وهذا يقول حالة عضوية وهذا يقول وسواسا وهذا يقول وَهْمًا لأنّ هناك رقاة مَن يقولون كلّ هذا بلا تشخيص ويحكم بالأعراض والأعراض أكثرها مُشتركة فيحكم بنوع الإصابة ويقرأ الرّقية المُخصّصة لها دون غيرها وبدون تعميم الرُّقى وبدون التّعّمق في دراسة حالة المريض والاستفسار عنها والقراءة المُتخصّصة لكلّ إصابة لِوحدها وربّما كرّر سورة الفاتحة أو آية الكرسي أو سورة الإخلاص والفلق والنّاس لأنّ قراءتهم يتأثر بها المعيون والمحسود والمسحور والمتبوع بالتّوابع والممسوس بالشّياطين والمتسلط عليه القرين فالواجب تعميم القراءة التّخصّصية حتى وإن برزت للرّاقي علامات تدل على تشخيصه فلربما أخطأ في ذلك .


   13)- وفي الأخير قد يكون التّأخر في الشّفاء للمريض لحكمة من الله عز وجل فيها ابتلاءً للعبد فهو امتحان واختبار له وكما نعلم أنّ الابتلاء إمّا أن يكون عقابا من الله سبحانه وتعالى للعبد بسبب الشّرك والبدع والمعاصي وإمّا أن يكون تكفيرا من الله سبحانه وتعالى للعبد من ذنوبه ومغفرة له وإمّا أن يكون رفعا لدرجاته يوم القيامة فعندما يُبتلى العبد ويصبر على البلاء ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى سيجازيه بأحسن الجزاء فالذي يُنَزِّل الشّفاء ويجعل الدّواء على الدّاء هو ربّ الأرض والسّماء فيستطيع الحقّ تبارك وتعالى ويقدر أن يسلب الدّواء خاصية الشّفاء وحذاري أيّها العبد أن يكون نزول البلاء عقابا من الله سبحانه وتعالى وحذار ي من الظّلم فالظّلم ظلمات يوم القيامة وقد قال الله عزّ وجلّ في سورة إبراهيم الآيتان (42 - 43) : "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ" .


واذكر لكم قصّة لأحد من الرّجل فلقد قام بالتّعدّي على شاب بالضّرب وكسر رجله فدعا عليه ذلك الشّاب فأصيب الرّجل بالشّلل ولم ينفع معه العلاج الطّبي والرّوحي بالرّقية الشّرعية حتى سامحه ذلك الشّاب وكان سبب الشّلل مسّ من الشّيطان فترى المريض يشكو مرضه ويتجاهل أسبابه وهو فعله للموبقات ومُتلذّذ بالمُحرّمات ومُقترف للسّيئات ومُتخبّط في منهج بعيد عن منهج خالقه سبحانه وتعالى وهو لاَهٍ وغافلٌ عن العقوبات التي تنزل عليه على هيئة أمراض فتّاكة وفيروسات وآفات لا يستطيعون دفعها ولا مقاومتها وخصوصا الأمراض المُستعصية والخبيثة ومنها أمراض الجان عموما .

تعليقات